وصلت سوق العملات المشفّرة العالمية إلى علامة فارقة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث ارتفع إجمالي القيمة السوقية إلى ما يقارب 4.15 تريليون دولار — وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
من بين أفضل العملات أداءً نجد إيثريوم، التي احتفلت مؤخرًا بالذكرى العاشرة لإطلاقها. وقد تم تداول عملة إيثريوم المشفّرة باستمرار فوق 4,000 دولار منذ النصف الثاني من الأسبوع الماضي، وهي الآن على بُعد بضع عشرات من الدولارات فقط من أعلى مستوى لها على الإطلاق. [1]
البيتكوين، في المقابل، يواصل اتجاهه التصاعدي، حيث يحوم سعره بالقرب من 120,000 دولار — وهو أيضًا أعلى مستوى له على الإطلاق.
السؤال المطروح هو: ما الذي دفع هذا الارتفاع الأخير في أسواق العملات المشفّرة؟ هناك عاملان رئيسيان يبرزان.
الأول هو إصدار أمرين تنفيذيين من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكلاهما مؤيد لـالعملات المشفّرة. ومن المقرر أن يعيد المنظمون الأميركيون النظر في كيفية إدراج أصول العملات المشفّرة ضمن خطط التقاعد التي يرعاها أصحاب العمل، مع توجه نحو مزيد من التساهل في استخدامها.
أما العامل الثاني فيتعلق بتوقعات السوق بشأن السياسة النقدية لـ "الاحتياطي الفيدرالي" (البنك المركزي الأميركي). ففي اجتماعه الأخير بتاريخ 30 يوليو، قرر الفيدرالي — بأغلبية الأصوات — الإبقاء على سعر الفائدة الأساسي في النطاق الحالي بين 4.25% و4.5%.
إلا أن محضر الاجتماع [2] يُظهر أن عضوين في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) — ميشيل دبليو. بومان وكريستوفر جي. والر — صوتا لصالح خفض سعر الفائدة. وأكدت بومان مؤخرًا أن الأسعار يجب أن تُخفض، مشيرة إلى أن التضخم الأميركي يقترب من الهدف البالغ 2%، وأن الرسوم الجمركية على الواردات قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد. وسيُعقد الاجتماع المقبل للفيدرالي في 16–17 سبتمبر. [3]
لكن كيف تؤثر سياسة الفيدرالي على العملات المشفّرة؟ إذا تم خفض أسعار الفائدة، فإن الاقتراض يصبح أرخص. وهذا بدوره يقلل من تكلفة تمويل الاستثمارات — بما في ذلك الأصول مثل الأسهم والعملات المشفّرة.
وعندها، يتوقع السوق أن ترتفع أسعار الأصول، مما يدفع بالنمو بمجرد ترسخ هذه التوقعات. وبمعنى آخر، سيسارع المستثمرون إلى شراء الأصول قبل أن ترتفع أسعارها — مما يؤدي في النهاية إلى دفع الأسعار للأعلى.
ومع ذلك، إذا توقعت الأسواق خفضًا في أسعار الفائدة خلال سبتمبر ولم يتحقق ذلك، فقد يحدث العكس تمامًا. فقد تؤدي خيبة الأمل إلى أن يبيع بعض المستثمرين الأسهم أو العملات المشفّرة، نظرًا لأن توقعاتهم بارتفاع الأسعار لم تتحقق. ولهذا، سيكون من المهم متابعة تصريحات أعضاء لجنة السوق المفتوحة الذين يحددون في النهاية أسعار الفائدة الأساسية في الولايات المتحدة.
المصادر:
[2] https://www.federalreserve.gov/monetarypolicy/files/monetary20250730a1.pdf
[3] https://www.federalreserve.gov/monetarypolicy/fomccalendars.htm